كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


7338 - ‏(‏للجنة ثمانية أبواب سبعة مغلقة وباب مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه‏)‏ أي من جهته وقد عرفت معناه ‏[‏ص 290‏]‏ مما قبله‏.‏

- ‏(‏طب ك‏)‏ وكذا أبو يعلى كلهم ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ سنده جيد‏.‏

7339 - ‏(‏للحرة‏)‏ أي للزوجة المتمحضة الحرية في القسم ‏(‏يومان وللأمة‏)‏ أي من فيها رق بسائر أنواعها ولو مبعضة ومستولدة ‏(‏يوم‏)‏ يعني أن للحرة مثلي الأمة وبهذا أخذ الشافعي والحديث وإن كان ضعيفاً لكنه اعتضد بقول علي كرم اللّه وجهه بل لا يعرف له مخالف وإنما سوى بينهما في حق الزفاف لأنه لزوال الحياء وهما فيه سواء‏.‏

- ‏(‏ابن منده‏)‏ في الصحابة ‏(‏عن الأسود بن عويم‏)‏ السدوسي قال‏:‏ سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الجمع بين الحرة والأمة فذكره قال الذهبي في الصحابة‏:‏ حديث ضعيف‏.‏

7340 - ‏(‏للرجال حواري وللنساء حوارية فحواري الرجال الزبير وحوارية النساء عائشة‏)‏‏.‏

- ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في التاريخ ‏(‏عن يزيد‏)‏ من الزيادة ‏(‏ابن أبي حبيب معضلاً‏)‏ هو الأزدي أبو رجاء عالم أهل مصر قال الذهبي‏:‏ كان حبشياً من العلماء الحكماء الأتقياء مات سنة 138‏.‏

7341 - ‏(‏للرحم لسان عند الميزان تقول يا رب من قطعني فاقطعه ومن وصلني فصله‏)‏ نبه به أنها تحضر عند ميزان العبد وتدعو على القاطع وتدعو للواصل وفي ذكر ذلك ما يدل على استجابة الدعاء وأوضح أن القطيعة حينئذ تكون بخفة الميزان والصلة حينئذ برحجانه ولو لم يكن في فضل صلتها وذم قطيعتها إلا ما ذكر لكفى به مرهباً ومرغباً وقوله لسان إلخ إشارة إلى أنها تتشكل به وسبق ما له بذلك تعلق‏.‏

- ‏(‏طب عن بريدة‏)‏ تصغير بردة، ابن الحصيب رمز المصنف لحسنه‏.‏

7342 - ‏(‏للسائل حق وإن جاء على فرس‏)‏ أي أن له حق الإعطاء وعدم الرد وإن كان على هيئة حسنة ومنظر بهي ومراكب فاخرة فقد يكون وراء ذلك عائلة ودين له معها أخذ الصدقة وفيه كما قال الغزالي‏:‏ جواز السؤال إذ لو كان حراماً مطلقاً لما أجاز إعانة المعتدي على عدوانه والإعطاء إعانة‏.‏

- ‏(‏حم د والضياء‏)‏ المقدسي ‏(‏عن الحسين‏)‏ بن علي قال الحافظ العراقي‏:‏ وفيه يعلى ابن أبي يحيى جهله أبو حاتم ووثقه ابن حبان وسكت عليه أبو داود قال العراقي‏:‏ وقول ابن الصلاح عن أحمد أربعة أحاديث تدور في الأسواق لا أصل لها منها هذا لا يصح عن أحمد بدليل عدم إخراجه لهذا الحديث في مسنده ‏(‏د عن علي‏)‏ أمير المؤمنين سكت عليه أبو داود أيضاً قال العراقي‏:‏ وفيه شيخ لم يسم ‏(‏طب عن‏)‏ أبي حديد بمهملتين مصغراً ‏(‏الهرماسي بن زياد‏)‏ بن مالك الباهلي البصري صحابي سكن اليمامة عند ابن القعقاع وغيره قال الهيثمي‏:‏ حديث ضعيف لضعف عثمان بن فائد أحد رجاله اهـ‏.‏ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وتبعه القزويني لكن رده ابن حجر كالعلائي‏.‏

7343 - ‏(‏للصف الأول‏)‏ وهو الذي يلي الإمام ‏(‏فضل على الصفوف‏)‏ جميعها كما مر وهذا في حق الرجال أما النساء فالصف الأخير لهن أفضل كما مر‏.‏

- ‏(‏طب عن الحكم بن عمير‏)‏ مصغر قال الهيثمي‏:‏ فيه يحيى بن بعلى ضعيف‏.‏

7344 - ‏(‏للعبد المملوك الصالح أجران‏)‏ لأدائه حق اللّه وآخر لخدمة مولاه قال ابن حجر‏:‏ اسم الصلاح يشمل شرطين ‏[‏ص 291‏]‏ إحسان العبادة والنصح للسيد ونصيحة السيد تشمل أداء حقه من نحو خدمته قال ابن عبد البر‏:‏ وفيه أن العبد المؤدي لحق الحق وحق السيد أفضل من الحر ويؤيده قول عيسى عليه السلام مرة الدنيا حلوة الآخرة وحلوة الآخرة مرة الدنيا وللعبودية غضاضة ومرارة لا تضيع عند اللّه اهـ‏.‏ ونوزع بأن أجر العبد إنما يضاعف فبما فيه القيام بالحقين فقط وقد يكون للسيد جهات أخر يستحق بها أضعاف أجر العبد وبقية الحديث والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل اللّه وبر أبي لأحببت أن أموت وأنا مملوك اهـ‏.‏

- ‏(‏ق عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

7345 - ‏(‏للغازي أجره‏)‏ الذي جعله اللّه على غزوه ‏(‏وللجاعل‏)‏ أي المجهز للغازي تطوعاً لا استئجاراً لعدم جوازه ‏(‏أجره‏)‏ أي ثواب ما بذل من المال ‏(‏وأجر الغازي‏)‏ لتحريضه على القتال حتى شارك الغزاة في مغزاهم قال الفاسي‏:‏ يريد بالجاعل من شرط للغازي جعلاً فله أجر بذل المال الذي جعله وأجر غزو المجعول له فإنه حصل بسببه وفيه ترغيب للجاعل ورخصه للمجعول له وللعلماء في حل أخذ الجعل على الجهاد خلاف فرخص فيه مالك وأصحاب الرأي ومنعه الشافعي استدلالاً بأحاديث في الجهاد‏.‏

- ‏(‏د عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص رمز لحسنه‏.‏

7346 - ‏(‏للمائد‏)‏ أي الذي يلحقه دوران رأسه من ريح البحر واضطراب السفينة من ماد يمتد إذا دار رأسه ‏(‏أجر شهيد وللغريق أجر شهيدين‏)‏ قال المظهر‏:‏ هذا إن ركبه لنحو طاعة كغزو وحج وطلب علم وكذا التجارة ولا طريق له غيره وقصد طلب القوت لا زيادة ماله‏.‏

- ‏(‏طب عن أم حرام‏)‏ بنت ملحان بن خالد الأنصارية‏.‏

7347 - ‏(‏للمرأة ستران‏)‏ قيل‏:‏ وما هما قال‏:‏ ‏(‏القبر والزوج‏)‏ تمامه عند الطبراني قيل‏:‏ فأيهما أستر وفي رواية أفضل قال‏:‏ القبر

- ‏(‏عد‏)‏ من حديث هشام بن عمار عن خالد بن يزيد عن أبي روق الهمداني عن الضحاك عن ابن عباس وكذا الطبراني في الصغير ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ ثم تعقبه أعني مخرجه ابن عدي بأن خالد بن يزيد أحاديثه كلها لا يتابع عليها لا متناً ولا إسناداً‏.‏ وقال ابن الجوزي‏:‏ موضوع والمتهم به خالد هذا اهـ‏.‏ ورواه الطبراني باللفظ المذكور عن ابن عباس أيضاً في معاجيمه الثلاثة قال الهيثمي‏:‏ وفيه خالد بن يزيد القشيري غير قوي‏.‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ سنده ضعيف ويتقوى بما رواه أبو بكر الجعايني في تاريخ الطالبين عن علي للمرأة عشر عورات فإذا تزوجت ستر الزوج عورة وإذا ماتت ستر القبر تسعاً ابن عدي في الطيوريات بسنده عن علي بن عبد اللّه نعم الأختان القبور‏.‏

7348 - ‏(‏للمسلم على المسلم ست بالمعروف‏)‏ صفة بعد صفة لموصوف محذوف يعني للمسلم على المسلم ست خصال متلبسة بالمعروف وهو ما عرف في الشرع والعقل حسنه ‏(‏يسلم عليه إذا لقيه‏)‏ أي يقول له السلام عليكم ‏(‏ويجيبه إذا دعاه‏)‏ يحتمل يجيبه إذا ناداه بأن يقول ما شأنك أو نحوه ويحتمل يجيبه إذا دعاه لوليمة ‏(‏ويشمته إذا عطس‏)‏ بأن يقول له يرحمك اللّه ‏(‏ويعوده إذا مرض‏)‏ ولو يسيرة كصداع خفيف وحمى يسيرة وكذا الرمد على الأرجح ولا يتوقف على مضي ثلاثة أيام على الأصح ‏(‏ويتبع جنازته إذا مات‏)‏ أي يصحبه للصلاة عليه والأكمل إلى دفنه ‏(‏ويحب له ما يحب لنفسه‏)‏ من الخير‏.‏

- ‏(‏حم ت ه عن علي‏)‏ أمير المؤمنين قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات ومن ثم رمز المصنف لحسنه‏.‏

‏[‏ص 292‏]‏ 7349 - ‏(‏للمصلي ثلاث خصال يتناثر البر‏)‏ بالكسر الخير والبركة والفضل ‏(‏من عنان السماء‏)‏ بفتح العين بضبط المصنف والعنان بالفتح السحاب وقيل ما عن لك منها أي اعترض وذلك إذا رفعت رأسك ‏(‏إلى مفرق رأسه‏)‏ المفرق كمسجد الطريق في شعر وهذا في مصل أتى بالصلاة بإتمام الشروط والأركان والسنن والخشوع الذي هو روح الصلاة وأما غيره فليته ينجو لا له ولا عليه ‏(‏وتحف به الملائكة من لدن‏)‏ ظرف مكان بمعنى عند لكنه لا يستعمل إلا في الحاضر ‏(‏قدميه إلى عنان السماء ويناديه مناد لو يعلم المصلي من يناجي ما انفتل‏)‏ أي انعطف عن جهة القلة تاركاً الصلاة‏.‏

- ‏(‏محمد بن نصر في‏)‏ كتاب ‏(‏الصلاة عن الحسن‏)‏ البصري ‏(‏مرسلاً‏)‏‏.‏

7350 - ‏(‏للمملوك طعامه وكسوته‏)‏ اللام للملك أي طعام المملوك وكسوته بقدر ما تندفع ضرورته مستحق له على سيده ونكتة تقديم الخبر أنه في هذا المقام بصدد تمليك المملوك ما ذكر فقدم ما هو عنده أهم وبه إغناء على الأصل ‏(‏بالمعروف‏)‏ أي بلا إسراف ولا تقتير على اللائق بأمثاله‏.‏ قال ابن حجر‏:‏ هذا الحديث يقتضي الرد في ذلك إلى العرف فمن زاد على ذلك كان متطوعاً فالواجب مطلق المواساة لا المواساة من كل جهة ومن أخذ بالأكمل فعل الأفضل من عدم استئثاره على عياله وإن كان جائزاً ‏(‏ولا يكلف‏)‏ بالبناء للمجهول ‏(‏من العمل‏)‏ نفي بمعنى النهي ‏(‏إلا ما يطيق‏)‏ الدوام عليه والمراد أنه لا يكلفه إلا جنس ما يقدر عليه وفيه الحث على الإحسان إلى المماليك والرفق بهم وألحق بهم من في معناهم من أجير ونحوه والمحافظة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏.‏

- ‏(‏حم م‏)‏ في الأيمان والنذور ‏(‏هق عن أبي هريرة‏)‏ قال ابن حجر‏:‏ فيه محمد بن عجلان ورواه عنه أيضاً مالك والشافعي ولم يخرجه البخاري عنه‏.‏

7351 - ‏(‏للمملوك على سيده ثلاث خصال لا يعجله عن صلاته‏)‏ أي عن الفرض ‏(‏ولا يقيمه عن طعامه ويشبعه كل الإشباع‏)‏ يعني الشبع المحمود‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عباس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ فيه من لم أعرفهم وعبد الصمد بن علي ضعيف كذا ذكره في موضع وعزاه في آخر للطبراني في الصغير ثم قال‏:‏ وإسناده ضعيف‏.‏

7352 - ‏(‏للمؤمن أربعة أعداء مؤمن يحسده ومنافق يبغضه وشيطان يضله وكافر يقاتله‏)‏ هؤلاء أعداؤه على الحقيقة لأنهم يريدون دينه وذلك أعظم من إرادة زوال نعمته الدنيوية إذ ليس في زوالها هلاكه بل إن زالت وعوض الصبر فاز بثواب الصابرين وإن بقيت عندك وصاحبك الشكر فأنت فائز بثواب الشاكرين فالمؤمن وإن كان يحسدك فإنه يواليك ولا يعاديك فعاد في اللّه من عاداك ووال من والاك ودار من حسدك وقاتل الشيطان والكفار على عبادة اللّه واكتساب ما تفوز به في الآخرة‏.‏

- ‏(‏فر عن أبي هريرة‏)‏ وفيه صخر الحاجبي قال الذهبي في الضعفاء‏:‏ متهم بالوضع وخالد ‏[‏ص 293‏]‏ الواسطي مجهول وحصين بن عبد الرحمن قال الذهبي‏:‏ نسي وشاخ وقال النسائي‏:‏ تغير‏.‏

7353 - ‏(‏للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة قد أمنوا من الفزع‏)‏ الأكبر الذي يظهر أن هذا لا يختص بمن هاجر قبل الفتح بل يعم كل من هاجر من ديار الكفر إلى ديار الإسلام إلى يوم القيامة‏.‏

- ‏(‏حب ك‏)‏ في المناقب ‏(‏عن أبي سعيد‏)‏ الخدري قال الحاكم‏:‏ صحيح فتعقبه الذهبي بأن أحمد بن سليمان بن بلال أحد رواته رواه فالصحة من أين‏.‏

7354 - ‏(‏للنار‏)‏ سبعة أبواب منها ‏(‏باب لا يدخل منه‏)‏ يوم القيامة ‏(‏إلا من شفى غيظه بسخط اللّه‏)‏ وذلك لأن الإنسان مبني على سبعة الشرك والشك والغفلة والرغبة والرهبة والشهوة والغضب فهذه أخلاقه فأي خلق من هذه الأخلاق غلب على قلبه نسب إليه دون البقية ‏{‏إن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم‏}‏‏.‏

- ‏(‏الحكيم‏)‏ الترمذي ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ ظاهر صنيع الصنف أن الحكيم أسنده على عادة المحدثين وليس كذلك بل قال روي عن ابن عباس فكما أن المصنف لم يصب في عزوه إليه مع كونه لم يسنده لم يصب في عدوله عن عزوه لمن أسنده من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وهو البيهقي فإنه خرجه باللفظ المزبور من حديث ابن عباس المذكور ثم إن فيه قدامة بن محمد أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ خرجه ابن حبان وإسماعيل بن شيبة الطائفي عن ابن جريج قال في اللسان كالميزان‏:‏ واه وأورد هذا الحديث من جملة ما أنكر عليه وقال العقيلي‏:‏ أحاديثه عن ابن جريج مناكير غير محفوظة وقال ابن عدي‏:‏ يروي عن ابن جريج ما لا يرويه غيره‏.‏ وقال النسائي‏:‏ منكر الحديث‏.‏

7355 - ‏(‏لم تؤتوا بعد كلمة الإخلاص‏)‏ وهي شهادة أن لا إله إلا اللّه ‏(‏مثل العافية‏)‏ لأنها جامعة لأنواع خير الدارين من الصحة في الدنيا والسلامة في العقبى ‏(‏فسلوا اللّه العافية‏)‏ أي السلامة من الشدائد والبلايا والمكاره الدنيوية والأخروية‏.‏

- ‏(‏هب عن أبي بكر‏)‏ الصديق رضي اللّه عنه رمز المصنف لحسنه‏.‏

7356 - ‏(‏لم تحل الغنائم لأحد سود الرؤوس من قبلكم كانت تجمع وتنزل نار من السماء فتأكلها‏)‏ أشار به إلى أن تحليل الغنائم خاص بهذه الأمة‏.‏

- ‏(‏ت عن أبي هريرة‏)‏ رمز المصنف لصحته‏.‏

7357 - ‏(‏لم يبعث اللّه تعالى نبياً إلا بلغة قومه‏)‏ ومصداقه في القرآن ‏{‏وما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه‏}‏‏.‏

- ‏(‏حم عن أبي ذر‏)‏ رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح إلا أن مجاهداً لم يسمع من أبي ذر‏.‏

7358 - ‏(‏لم يبق‏)‏ زاد في رواية أحمد بعدي ‏(‏من النبوة‏)‏ اللام للعهد والمراد نبوته أي لم يبق بعد النبوة المختصة بي ‏(‏إلا المبشرات‏)‏ بكسر الشين جمع مبشرة يعني أن الوحي ينقطع بموته فلا يبقى بعده ما يعلم به أنه سيكون غير المبشرات قالوا‏:‏ وما المبشرات قال‏:‏ ‏(‏الرؤيا الصالحة‏)‏ الحسنة أو الصحيحة المطابقة للواقع يعني لم يبق من أقسام المبشرات من ‏[‏ص 294‏]‏ النبوة في زمني ولا بعدي إلا قسم الرؤيا الصالحة وهذا قاله في مرض موته لما كشف الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر‏.‏ قال في المطامح‏:‏ ذكر لهم ما ذكر من أمر المبشرات لأن انحسام السبل الظاهرة إلى الغيب قد آن بموته أن تذهب فأخبرهم ببقاء الرسل الباطنة الغيبية وهي الرؤيا الواردة عن اللّه إلى غيب الأسرار وسماها جزءاً من النبوة لذلك والتعبير بالمبشرات خرج مخرج الغالب وإلا فمن الرؤيا ما تكون منذرة وغير صادقة يريها اللّه تعالى للمؤمن لطفاً منه به ليستعد لما سيقع قبل وقوعه‏.‏

- ‏(‏خ‏)‏ في الرؤيا ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وكذا مسلم فيها عن ابن عباس فعزوه ذلك للبخاري وحده موهماً أن ذلك مما تفرد به عن صاحبه غير سديد وزاد بعضهم فعزى للبخاري زيادة يراها المسلم أو ترى له ولم أقف عليه فيه‏.‏

7359 - ‏(‏لم يتكلم في المهد‏)‏ قال الحرالي‏:‏ هو موضع الهدوء والسكون وقال القاضي‏:‏ مصدر سمي به ما يمهد للصبي من مضجعه ‏(‏إلا‏)‏ أربعة أي من بني إسرائيل وإلا فقد تكلم في المهد نحو عشرة منهم إبراهيم الخليل ويحيى ومريم وموسى ومبارك اليمامة قال المؤلف في الخصائص‏:‏ ونبينا أو أن هذه الأربعة محل وفاق وغيرهم قيل كانوا مميزين أو أنه أعلم أولاً بالأربعة ثم أوحى إليه غيرهم فأخبر به فالأول ‏(‏عيسى‏)‏ ابن مريم ‏(‏و‏)‏ الثاني ‏(‏شاهد يوسف‏)‏ وشهد شاهد من أهلها قالوا كان في المهد ‏(‏و‏)‏ الثالث ‏(‏صاحب جريج‏)‏ أي الراهب وكانت امرأة ترضع ابناً في بني إسرائيل فمر بها رجل راكب فقالت‏:‏ اللّهم اجعل ابني مثله فترك ثديها وقال‏:‏ اللّهم لا تجعلني مثله ثم مر بأمة تجر وتضرب فقالت‏:‏ اللّهم لا تجعل ابني مثل هذه قال‏:‏ اللّهم اجعلني مثلها فقالت‏:‏ لم قال‏:‏ الراكب جبار والأمة يقولون زنت وسرقت ولم تفعل وسيجيء في هذا كلام آخر ‏(‏و‏)‏ الرابع ‏(‏ابن ماشطة فرعون‏)‏ لما أراد فرعون إلقاء أمه في النار قال‏:‏ لها اصبري، وكلام الصبي في مهده يحتمل كونه بلا تعقل كما خلق اللّه التكلم في الجماد وكونه عن معرفة بأن خلق اللّه فيهما الإدراك وفيه وجود الكرامات وردَّ على منكريها‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في أخبار الأنبياء ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وقال‏:‏ على شرطهما وأقره الذهبي‏.‏

7360 - ‏(‏لم يحسدنا اليهود بشيء ما حسدونا بثلاث‏)‏ من الخصال وهي ‏(‏التسليم‏)‏ أي سلام التحية عند التلاقي وهي تحية أهل الجنة وسلام اليهود الإشارة بالأكف والأصابع ‏(‏والتأمين‏)‏ أي قول آمين عقب القراءة في الصلاة وغيرها ‏(‏واللّهم‏)‏ أي اللّهم ‏(‏ربنا لك الحمد‏)‏ في الرفع من الركوع في الصلاة فهذه الثلاثة من خصائص هذه الأمة ولما رأى اليهود ذلك اشتد حسدهم لهم على ما خصوا به من الفضائل قال تعالى ‏{‏ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق‏}‏ فذم اليهود على ما حسدوا المؤمنين على الهدى والعلم وقد ابتلي بعض المنتسبين إلى العلم بنوع من الحسد لمن هداه اللّه بعلم نافع أو عمل صالح وهو خلق مذموم مطلقاً وهو من أخلاق المغضوب عليهم‏.‏

- ‏(‏هق عن عائشة‏)‏ قضية صنيع المصنف أن ذا لم يتعرض أحد من الستة لتخريجه والأمر بخلافه فقد خرجه ابن ماجه باللفظ المزبور من حديث ابن عباس‏.‏

7361 - ‏(‏لم ير للمتحابين‏)‏ قال الطيبي‏:‏ هو من الخطاب العام ومفعوله الأول محذوف أي لم تر أيها السامع ما تزيد به المحبة ‏(‏مثل النكاح‏)‏ لفظ ابن ماجه والحاكم مثل التزوج أي إذا نظر رجل لأجنبية وأخذت بمجامع قلبه فنكاحها يورثه مزيد المحبة كذا ذكره الطيبي وأفصح منه قول بعض الأكابر المراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح فهو علاجه ‏[‏ص 295‏]‏ الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلاً ‏[‏ ففي هذا التوجيه النبوي الشريف قطع للضرر وسبب للخير في آن واحد، إذ يحصل التحصين ضد وساوس الشيطان المتربص بالمرصاد لمثل ذلك الوضع، وتنتج زيادة المحبة في الزواج الحاصل‏.‏ دار الحديث‏]‏ وهذا هو المعنى الذي أشار إليه سبحانه عقب إحلال النساء حرائرهن وإمائهن عند الحاجة بقوله ‏{‏يريد اللّه أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً‏}‏ فذكر تخفيفه سبحانه في هذا الموضع وإخباره عن ضعف الإنسان يدل على ضعفه عن احتمال هذه الشهوة وأنه سبحانه خفف عنه أمرها بما أباحه له من أطايب النساء وبهذا التقدير استبان أن حمل الدميري الخبر على ما إذا قصد خطبة امرأة ورآها وأحبها تسن المبادرة بتزويجها هلهل بالمرة‏.‏

- ‏(‏ه ك‏)‏ في النكاح ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ وقال‏:‏ على شرط مسلم وأقره الذهبي وفيه عند ابن ماجه سعيد بن سليمان قال في الكاشف‏:‏ أحمد كان يصحف‏.‏

7362 - ‏(‏لم يزل أمر بني إسرائيل‏)‏ ذرية يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ‏(‏معتدلاً‏)‏ أي متساوياً منتظماً لا اعوجاج فيه ولا خلل يعتريه وفي رواية مستقيماً بدل معتدلاً ‏(‏حتى نشأ فيهم المولدين‏)‏ جمع مولد بالفتح وهو الذي ولد ونشأ بينهم وليس منهم ‏(‏وأبناء سبايا الأمم التي كانت بنو إسرائيل تسبيها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا‏)‏ أي وكذلك يكون أمر هذه الأمة‏.‏ قال ابن تيمية‏:‏ وقد دخل في هذه الأمة أيضاً من الآثار الرومية قولاً وعملاً والآثار الفارسية قولاً وعملاً ما لا خفاء به على من منَّ اللّه عليهم بدين الإسلام وما حدث فيه قال ابن عباس رضي اللّه عنهما‏:‏ ما أشبه الليلة بالبارحة هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم وقال ابن مسعود‏:‏ إنهم أشبه الأمم بنا سمتاً وهدياً يتبعون عملهم حذو القذة بالقدة غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا ومقصود الحديث التحذير من العمل بالرأي بالقول المجرد الذي لا يستند إلى أصل من الدين وعلى ذلك درج أكابر الصحابة فمن بعدهم فقد خرج أبو داود قال ابن حجر‏:‏ بسند حسن عن علي لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه وخرج البيهقي في المدخل عن عمر اتقوا الرأي في دينكم والطبراني عنه اتهموا الرأي عن الدين والحاصل أن المصير إلى الرأي إنما يكون عند فقد النص كما يشير إليه قول الشافعي فيما خرجه البيهقي بسند قال ابن حجر‏:‏ صحيح إلى أحمد سمعت الشافعي يقول‏:‏ القياس عند الضرورة ومع ذلك فليس العامل برأيه على ثقة من أنه وقع في المراد من الحكم في نفس الأمر وإنما عليه بذل الوسع في الاجتهاد ليؤجر ولو أخطأ وخرج البيهقي وابن عبد البر عن جمع من أكابر التابعين كالحسن وابن سيرين والشعبي والنخعي بأسانيد قال ابن حجر‏:‏ جياد ذم القول بالرأي المجرد ويجمع ذلك كله خبر ‏"‏لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به‏"‏ خرجه الحسن بن سفيان وغيره قال ابن حجر‏:‏ ورجاله ثقات وصححه النووي في الأربعين وأما هذا الخبر ونحوه فظاهر في أنه أراد من قال بالرأي مع وجود النص من الحديث لإغفاله التنقيب عليه فهذا ملوم وأولى منه باللوم من عرف النص وعمل بمعارضه من الرأي يرده بالتأويل قال ابن عبد البر‏:‏ واختلف قي الرأي المقصود بالذم فقيل القول في الاعتقاد بمخالفة السنن لأنهم استعملوا آراءهم وأقيستهم في رد الأحاديث حتى طعنوا في التواتر منها وقال الأكثر‏:‏ الرأي المذموم القول في الأحكام بالاستحسان والتشاغل بالأغلوطات ورد بعض الفروع لبعض دون ردها لأصول السنن وأضاف كثير لذلك من يتشاغل بالإكثار من النوادر قبل وقوعها لما في الاستغراق فيه من التعطيل‏.‏

- ‏(‏ه طب‏)‏ وكذا البزار ‏(‏عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص وفيه عند ابن ماجه سويد بن سعيد أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ منكر الحديث لكنه في المنار بعد عزوه للبزار قال‏:‏ إنه حديث حسن‏.‏

7363 - ‏(‏لم يسلط‏)‏ بالبناء للمفعول والفاعل اللّه أي لا يسلط اللّه ‏(‏على الدجال‏)‏ أي على قتله كما جاء مصرحاً به هكذا في رواية ‏(‏إلا عيسى ابن مريم‏)‏ فإنه ينزل من السماء حين يخرج الدجال فيقتله ولا يبقى أحد من أهل الكتاب إلا ويؤمن ‏[‏ص 296‏]‏ به حتى تكون الملة واحدة وتقع الأمنة حتى ترتع الأسود مع الإبل والنمور مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات فلا تؤذيهم‏.‏

- ‏(‏الطيالسي‏)‏ أبو داود في مسنده ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وفيه موسى بن مطير قال الذهبي في الضعفاء‏:‏ قال غير واحد متروك الحديث‏.‏ وبه يعرف أن رمز المصنف لحسنه غير مرضي‏.‏

7364 - ‏(‏لم يقبر نبي إلا حيث يموت‏)‏ ولهذا لم يقبر النبي صلى اللّه عليه وسلم إلا في حجرته التي مات فيها بعد ما اختلفت آراء الصحابة في ذلك كثيراً ورواه ابن منيع بلفظ لم يدفن نبي قط إلا حيث يقبض‏.‏

- ‏(‏حم عن أبي بكر‏)‏ الصديق رمز المصنف لحسنه‏.‏

7365 - ‏(‏لم يكذب من نما‏)‏ بالتخفيف أي بلغ حديثاً ‏(‏بين اثنين ليصلح‏)‏ بينهما وفي رواية ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيراً أو نما خيراً قال النووي‏:‏ الظاهر إباحة حقيقة الكذب في هذا ونحوه لكن التعريض أولى وقال ابن العربي‏:‏ الكذب في هذا وأمثاله جائز بالنص رفقاً بالمسلمين لحاجتهم إليه وليس للعقل فيه مجال ولو كان تحريم الكذب عقلياً ما انقلب حلالاً قال المنذري‏:‏ يقال نميت الحديث بتخفيف الميم إذا بلغته على وجه الإصلاح وتشديدها إذا كان على وجه إفساد ذات البين ذكره الجوهري وأبو عبيد وابن قتيبة وغيرهم‏.‏

- ‏(‏د م عن أم كلثوم بنت عقبة‏)‏ بالقاف ابن معيط وسكت عليه أبو داود وأقره عليه المنذري فهو صالح ومن ثم رمز المصنف لحسنه‏.‏

7366 - ‏(‏لم يكن مؤمن ولا يكون إلى يوم القيامة إلا وله جار يؤذيه‏)‏ وهذا واقع في كل عصر‏.‏

- ‏(‏أبو سعيد النقاش في معجمه وابن النجار‏)‏ في تاريخه كلاهما ‏(‏عن علي‏)‏ أمير المؤمنين‏.‏

7367 - ‏(‏لم يلق ابن آدم شيئاً قط منذ خلقه اللّه أشد عليه من الموت‏)‏ أي هو أشد الدواهي وأعظم مرارة من جميع ما يكابده الإنسان من الشدائد طول عمره فإن مفارقة الروح للبدن لا تحصل إلا بعد ألم عظيم لهما فإن الروح تعلقت بالبدن وألفته واشتد امتزاجها به فلا يفترقان إلا بجهد وشدة ويتزايد ذلك الألم باستحضار المحتضر أن جسده يصير جيفة قذرة يأكلها الهوام ويبليه التراب وأن الروح المفارقة له لا يدرى أين مستقرها فيجتمع له سكرة الموت مع حسرة الفوت ‏{‏وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد‏}‏ ‏(‏إن الموت لأهون‏)‏ على الإنسان ‏(‏مما بعده‏)‏ كروعة سؤال منكر ونكير وروعة القيام من القبور ليوم النشور وروعة الصعق وروعة الموقف وقد بلغت القلوب الحناجر وروعة تطاير الصحف وروعة الورود إلى النار تحلة القسم‏:‏

فلو أنا إذا متنا تركنا * لكان الموت راحة كل حي

ولكنا إذا متنا بعثنا * ونسأل بعد ذا عن كل شي

ثم هذا فيمن لم يستعد قبل حلوله ويوفق للعمل الصالح قبل نزوله أما من كان كذلك وختم له بذلك فما بعده أسهل إن شاء اللّه كما يدل عليه خبر أحمد والطبراني آخر شدة يلقاها المؤمن الموت‏.‏ فتأمله فإني لم أر من تعرض له‏.‏

- ‏(‏حم عن أنس‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله موثقون وقال في محل آخر‏:‏ إسناده جيد‏.‏

‏[‏ص 297‏]‏ 7368 - ‏(‏لم يمت نبي حتى يؤمه رجل من قومه‏)‏ قاله لما كشف ستراً أو فتح باباً في مرضه فنظر إلى الناس يصلون خلف أبي بكر قال الضياء المقدسي وابن ناصر‏:‏ ثبت وصح أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم صلى خلف أبي بكر مقتدياً به في مرض موته ولا ينكر ذلك إلا جاهل وفي مسلم أنه صلى خلف عبد الرحمن بن عوف في غزوة تبوك الفجر وكان خرج لحاجته فقدم الناس عبد الرحمن فأدرك المصطفى صلى اللّه عليه وسلم إحدى الركعتين معهم فلما سلم أتم صلاته وهذا رد لما ذهب إليه عياض من أن من خصائصه أنه لا يجوز لأحد أن يؤمه لأنه لا يصح التقدم بين يديه في الصلاة ولا غيرها لعذر ولا غيره‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في الصلاة ‏(‏عن المغيرة‏)‏ بن شعبة وقال‏:‏ على شرطهما وفيه عبد اللّه بن أبن أمية قال في الميزان‏:‏ عن الدارقطني ليس بالقوي اهـ‏.‏ ورواه الدارقطني هكذا ثم أعله بفليح بن سليمان قال العراقي‏:‏ وفليح له غرائب وقال النسائي‏:‏ ليس بقوي‏.‏

7369 - ‏(‏لم يمنع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يقطروا‏)‏ أي لم ينزل إليهم المطر عقوبة بشؤم منعهم للزكاة عن مستحقيها فانتفاعهم بالمطر إنما هو واقع تبعاً للبهائم فالبهائم حينئذ خير منهم وهذا وعيد شديد على ترك إخراج الزكاة أعظم به من وعيد‏.‏

- ‏(‏طب عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب‏.‏

7370 - ‏(‏لما صور اللّه تعالى آدم‏)‏ أي طينة ‏(‏في الجنة تركه ما شاء اللّه‏)‏ ما هذه بمعنى المدة ‏(‏أن يتركه‏)‏ فيها ‏(‏فجعل إبليس يطيف به‏)‏ أي يستدير حوله ‏(‏ينظر إليه‏)‏ من جميع جهاته ‏(‏فلما رآه أجوف‏)‏ أي صاحب جوف والأجوف هو الذي داخله خال ‏(‏عرف أنه خلق‏)‏ أي مخلوق ‏(‏لا يتمالك‏)‏ أي لا يملك دفع الوسوسة عنه أو لا يتقوى بعضه ببعض ولا يكون له قوة وثبات بل يكون متزلزل الأمر متغير الحال مضطرب القال معرضاً للآفات والتمالك التماسك أو لا يتماسك عن ما يسد جوفه ويجعل فيه أنواع الشهوات الداعية إلى العقوبات فكان الأمر كما ظنه قال التوربشتي‏:‏ هذا الحديث مشكل جداً فقد ثبت بالكتاب والسنة أن آدم من أجزاء الأرض وأدخل الجنة وهو بشر وقال البيضاوي‏:‏ الأخبار متظاهرة على أن اللّه تعالى خلق آدم من تراب قبضه من وجه الأرض وخمره حتى صار طيناً ثم تركه حتى صار صلصالاً وكان ملقى بين مكة والطائف ببطن عمان لكن لا ينافي تصويره في الجنة لجواز أن تكون طينته لما خمرت في الأرض وتركت فيها مضت عليها الأطوار واستعدت لقبول الصورة الإنسانية حملت إلى الجنة فصورت ونفخ فيها الروح وقوله ‏{‏يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة‏}‏ لا دلالة فيه على أنه أدخلها بعد نفخ الروح إذ المراد بالسكون الاستقرار والتمكن والأمر به لا يجب كونه قبل الحصول في الجنة كيف وقد تظافرت الروايات على أن حواء خلقت من آدم وهو أحد المأمورين به ولعل آدم لما كانت مدته التي هي البدء من العالم السفلي وصورته التي تميز بها عن سائر الحيوان وضاهى بها الملائكة من العالم العلوي أضاف تكون مادته إلى الأرض لأنها نشأت منها وأضاف حصول صورته إلى الجنة لأنها منها وما ذكر من أن سياق الحديث هكذا هو ما رأيته في نسخ هذا الكتاب لكن في صحيح مسلم فعرف أنه خلق خلقاً لا يتمالك فلعل اللفظة سقطت من قلم المؤلف والمراد جنس الآدميين‏.‏

- ‏(‏حم م‏)‏ في الأدب ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك واستدركه الحاكم فوهم ورواه أبو الشيخ ‏[‏ابن حبان‏]‏ وزاد ‏[‏ص 298‏]‏ بعد لا يتمالك ظفرت به‏.‏

7371 - ‏(‏لما عرج بي ربي عز وجل مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم‏)‏ أي يخدشونها ‏(‏وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم‏)‏ قال الطيبي‏:‏ لما كان خمش الوجه والصدر من صفات النساء النائحات جعلها جزاء من يقع إشعاراً بأنهما ليسا من صفة الرجال بل هما من صفة النساء في أقبح حالة وأشوه صورة وقال الغزالي‏:‏ يحشر الممزق لأعراض الناس كلباً ضارياً والشره لأموالهم ذئباً والمتكبر عليهم بصورة نمر وطالب الرياسة بصورة أسد وردت به الأخبار وشهد به الاعتبار وذلك لأن الصور في هذا العالم غالبة على المعاني وهذا وعيد شديد على الغيبة قال في الأذكار‏:‏ والغيبة والنميمة محرمتان بإجماع المسلمين‏.‏

- ‏(‏حم د والضياء‏)‏ المقدسي في المختارة ‏(‏عن أنس‏)‏ بن مالك قال ابن حجر‏:‏ وله شاهد عند أحمد عن ابن عباس‏.‏

7372 - ‏(‏لما نفخ في آدم الروح مارت وطارت‏)‏ أي دارت وترددت ‏(‏فصار في رأسه فعطس‏)‏ عند ذلك ‏(‏فقال الحمد للّه رب العالمين فقال اللّه تعالى يرحمك اللّه‏)‏ يا آدم فأعظم بها من كرامة أكرمه بها، قال تعالى ‏{‏ولقد كرمنا بني آدم‏}‏ فهذا مما أكرمهم به، قال بعضهم‏:‏ فكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه وقد شرف اللّه هذا الإنسان على جميع المخلوقات فهو صفوة العلم وخلاصته وثمرته وهو الذي سخر له ما في السماوات والأرض جميعاً وهو الخليفة الأكبر فإذا طهر الإنسان من نجاسته النفسية وكدوراته الجسمية كان أفضل من الملائكة‏.‏

- ‏(‏حب ك‏)‏ في التوبة ‏(‏عن أنس‏)‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح‏.‏

7373 - ‏(‏لما خلق اللّه جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت‏)‏ زاد في رواية ولا أذن سمعت ‏(‏ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها‏)‏ خطاب رضاً وإكرام ‏(‏تكلمي‏)‏ أي أذنت لك في الكلام ‏(‏فقالت قد أفلح المؤمنون‏)‏ وفي رواية لمخرجه الآتي خلق اللّه جنة عدن بيده ودلى فيها ثمارها وشق فيها أنهارها ثم نظر إليها فقال لها‏:‏ تكلمي فقالت‏:‏ قد أفلح المؤمنون فقال‏:‏ وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل‏.‏

- ‏(‏طب‏)‏ وكذا في الأوسط ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال المنذري‏:‏ رواه فيهما بإسنادين أحدهما جيد‏.‏ وقال الهيثمي بعد ما عزاه للكبير والأوسط‏:‏ أحد إسنادي الأوسط جيد اهـ‏.‏ وقضيته أن سند الكبير غير جيد فعليه فكان ينبغي للمصنف العزو للأوسط‏.‏

7374 - ‏(‏لما ألقي إبراهيم في النار‏)‏ التي أعدها له نمروذ ليحرقه فيها ‏(‏قال اللّهم أنت في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك‏)‏ فرأى نفسه واحداً للّه في أرضه وهي مرتبة الإنفراد باللّه وذلك أعظم المراتب ‏[‏ص 299‏]‏ وأشرف المناقب وصاحبها لم يزل ناظر إلى فرديته فيه ينطق وبه يعقل وبه يعلم قد جاز مقام الهيبة والأنس إلى مقام الأمانة والإمامة فهو أمان لأهل الأرض إمام في كل محفل وعرض، أخرج أبو نعيم في الحلية أنه لما ألقي في النار جأرت عامة الخليقة إلى ربها فقالوا‏:‏ يا رب خليلك يلقى في النار فأذن لنا أن نطفئ عنه قال‏:‏ هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره وأنا ربه ليس له رب غيري فإن استغاثكم فأغيثوه وإلا فدعوه فجاء ملك القطر فقال‏:‏ يا رب خليلك يلقى في النار فأذن لي أن أطفئ النار عنه بالقطر فقال‏:‏ هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره وأنا ربه ليس له رب غيري فإن استغاثك فأغثه وإلا فدعه فلما ألقي فيها دعا ربه فقال اللّه عز وجل‏:‏ يا نار كوني برداً وسلاماً عليه فبردت يوماً على أهل المشرق والمغرب فلم ينضج فيها كراع اهـ‏.‏ وقيل‏:‏ عارضه جبريل وهو في الهوى ابتلاء من اللّه عز وجل فقال‏:‏ هل من حاجة فقال‏:‏ أما إليك فلا حسبي من سؤالي علمه بحالي فتولى اللّه نصرته بنفسه ولم يكله إلى أحد من خلقه‏.‏

- ‏(‏ابن النجار‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه أيضاً باللفظ المزبور الديلمي في مسند الفردوس فلو ضمه المصنف لابن النجار في العزو كان أولى‏.‏

7375 - ‏(‏لما ألقي إبراهيم الخليل في النار قال‏:‏ حسبي اللّه ونعم الوكيل، فما احترق منه إلا موضع الكتاف‏)‏

- ‏(‏ابن النجار عن أبي هريرة‏)‏ ‏[‏ لم يوجد هذا الحديث في شرح المتن وتخريج هذا الحديث مثبت للحديث الذي قبله إذ أن تخريج الحديث الذي قبله هو ‏(‏ع حل عن أبي هريرة‏)‏‏]‏

7376 - ‏(‏لما كذبتني قريش‏)‏ في رواية بإسقاط التاء والتكذيب الإخبار عن كون خبر المتكلم غير مطابق للواقع ‏(‏حين أسري بي‏)‏ بناه للمفعول لتعظيم الفاعل ‏(‏إلى بيت المقدس‏)‏ أي وطلبوا منه أن يصفه لهم ‏(‏قمت في الحجر‏)‏ أي حطيم الكعبة ‏(‏فجلى اللّه‏)‏ بالجيم وشد اللام كشف ‏(‏لي بيت المقدس‏)‏ أي كشف الحجب بيني وبينه حتى رأيته وفي رواية فسألوني عن أشياء لم أثبتها فكربت كرباً لم أكرب مثله قط فرفعه اللّه لي أنظر إليه ‏(‏فطفقت‏)‏ أي شرعت ‏(‏أخبرهم عن آياته‏)‏ أي علاماته التي سألوا عنها ‏(‏وأنا أنظر إليه‏)‏ الواو للحال وفي رواية لا يسألوني عن شيء إلا نبأتهم به وفي أخرى فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع في دار عقيل فنعته وأنا أنظر إليه، وهذا أبلغ في المعجزة ولا استحالة فيه فقد أحضر عرش بلقيس لسليمان في طرفة عين‏.‏

- ‏(‏حم ق ت ن عن جابر‏)‏ بن عند اللّه ورواه عنه الترمذي أيضاً‏.‏

7377 - ‏(‏لما أسلم عمر‏)‏ بن الخطاب ‏(‏أتاني جبريل فقال قد استبشر أهل السماء بإسلام عمر‏)‏ وذلك لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ اللّهم أعز الإسلام بأبي جهل أو بعمر فأصبح عمر فأسلم فأتى جبريل فذكره وفي علل الترمذي عن الحبر رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم على عمر ثوباً أبيض فقال‏:‏ البس جديداً وعش حميداً ومت شهيداً‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في فضائل الصحب ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح ورده الذهبي في التلخيص بأن عبد اللّه بن خراش أحد رجاله ضعفه الدارقطني وقال في الميزان‏:‏ قال أبو زرعة‏:‏ ليس بشيء وقال أبو حاتم‏:‏ ذاهب الحديث وقال البخاري‏:‏ منكر الحديث ثم ساق من مناكيره هذا الخبر‏.‏

7378 - ‏(‏لمعالجة ملك الموت‏)‏ الإنسان عند قبض روحه ‏(‏أشد‏)‏ عليه أي أكثر ألماً ‏(‏من ألف ضربة بالسيف‏)‏ هذا عبارة عن كونه أشد الآلام الدنيوية على الإطلاق ومن ثم لما كان فيه من شدة المشقة لم يمت نبي من الأنبياء حتى ‏[‏ص 300‏]‏ يخير، كان عيسى إذا ذكر الموت يقطر جلده دماً ويقول للحواريين ادع اللّه لي أن يخفف عليَّ الموت وفي الرعاية للمحاسبي إن اللّه سبحانه قال لإبراهيم‏:‏ يا خليلي كيف وجدت الموت قال‏:‏ كسفود محمى جعل في صوف رطب ثم جذب قال‏:‏ أما إنا قد هونا عليك وروي أن موسى قال له ربه‏:‏ كيف وجدت الموت قال‏:‏ وجدت نفسي كالعصفور الحي حين يلقى على المقلى وفي رواية وجدت نفسي كشاة حية تسلخ بيد القصاب، ولما احتضر عمرو بن العاص فقال له ابنه‏:‏ كنت تقول ليتني كنت ألقى رجلاً عاقلاً لبيباً عند نزول الموت يصفه لي وأنت ذاك قال‏:‏ كأني أتنفس من سم إبرة وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي وفي التذكرة عن أبي ميسرة لو أن ألم شعرة من الميت وضع على أهل السماء والأرض لماتوا جميعاً فإن قيل يطلع الإنسان على بعض الموتى فلا يرى عليه حركة ولا قلقاً ويرى سهولة خروج روحه فيغلب على الظن سهولة أمر الموت‏؟‏ قلنا ألم الموت باطني ولا نعرف ما للميت فيه‏.‏